الله يؤمن بك «القوت اليومي
قبل أن نؤمن بالله علينا أن نوقن بأنّه آمن بنا أوّلًا: فهو الذي أحبّنا أوّلًا، ومن حبّه لنا تجسّد وصار إنسانًا، مؤمنًا بأنّ الإنسان بالرغم من ضعفه قادر على أن يصل إلى الحبّ ذات يوم. آمن بنا فأرسل لنا روحه المُعزّي يوم الخمسين لكي نعيش بلغة الحبّ، بلغته هو، لكي نبني سويًّا ملكوته على الأرض.
آمن بنا فلم يُقيدنا بل تركنا أحرارًا في اختياراتنا. آمن بنا لأنّه التقانا قبل أن نولد، ونحن في رحم أمهاتنا. فهل نحن اليوم نؤمن به؟ وبأيّ إله نؤمن؟ وبأيّ طريقة نؤمن؟ هل نلتقي الله الذي نؤمن به؟ أم نحتفظ بصورة مشوّهة له فنؤمن بكائن يراقب تصرفاتنا وتحرّكاتنا؟!
أنا أؤمن بإله واحد قادر أن يُحبّني رغم كلّ شيء، يُحبّني لحظات ضعفي ولحظات قوّتي. أؤمن بإله خالق، لا يستأثر بشيء له وحده من الخليقة، بل يضعها أمامي ويجعلني حرًّا. أؤمن بإلهٍ حرٍّ يفرح من أجل حريّتي، ولا يبغى لي سوى الحياة. أؤمن بأنّي خُلقت للسعادة. أؤمن بأنّ كلّ موت ولادة. أؤمن بأنّ الله أبٌ أدعوه أبانا.
ماريو بولس اليسوعيّ